فهرس الكتاب
الصفحة 56 من 123

قال المصنف رحمه الله:

ومن صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد، لا يكون شيءٌ إلا بإرادته، ولا يخرج شيءٌ عن مشيئته، وليس في العالم شيءٌ يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا محيد عن القدر المقدور، ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور، أراد ما العالَم فاعلوه، ولو عصمهم لما خالفوه، ولو شاء أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه.

الشرح:

قول المصنف رحمه الله (ومن صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد) أي: أن الله تعالى هو وحده المتفرد بالتصرف على الوجه الذي يريده، قال تعالى: {فعالٌ لما يريد} [1] .

وقوله (لا يكون شيءٌ إلا بإرادته) أي: إرادة الخلق والتكوين ويسميها العلماء الإرادة الكونية، ويقابلها الإرادة الشرعية، والفرق بينهما أن الإرادة الكونية هي إرادة الخلق فهي قهرية لا تكون إلا كما أراد الله، أما الإرادة الشرعية فهي ما أراد الله تعالى من عباده أن يفعلوه على سبيل التكليف والابتلاء وهذه قد يقع فعل العبد فيها موافقاً للإرادة الشرعية كأن يصلي ويصوم أو يقع فعله مخالفاً للإرادة الشرعية كشرب

(1) البروج - 16

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام