قال المصنف رحمه الله:
وقال محمد بن عبد الرحمن الأدرمي لرجلٍ تكلم ببدعة ودعا الناس إليها: هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي، أو لم يعلموها؟ قال: لم يعلموها، قال: فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت؟ قال الرجل: فإني أقول: قد علموها، قال: أفوسعهم أن لا يتكلموا به، ولا يدعوا الناس إليه، أم لم يسعهم؟ قال: بلى وسعهم، قال: فشيءٌ وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه لا يسعك أنت؟ فانقطع الرجل. فقال الخليفة - وكان حاضراً: لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم.
وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان والأئمة من بعدهم والراسخين في العلم من تلاوة آيات الصفات وقراءة أخبارها وإمرارها كما جاءت، فلا وسَّع الله عليه.
الشرح:
قول المصنف رحمه الله (محمد بن عبد الرحمن الأدرمي) : من أهل السنة الذين ابتلوا وامتُحنوا بفتنة القول بخلق القرآن، وهذه المناظرة جرت بينه وبين أحمد بن أبي داود في حضرة الخليفة العباسي الواثق.
وقوله (لرجلٍ تكلم ببدعة) : هو أحمد بن أبي داود القاضي، والبدعة التي أشار إليها هي بدعة القول بخلق القرآن،
وقوله (ودعا الناس إليها) أي: حملهم عليها بقوة السلطان،