وقوله (زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة) أي: عائشة، وليس الحكم خاصاً بها بل كل أزواجه صلى الله عليه وسلم، ولكن نعتها المصنف بذلك في سياق الرد على أهل البدع الذين يقذفونها بما برأها الله منه.
وقوله (فمن قذفها بما برَّأها الله منه فقد كفر بالله العظيم) أي: من قذفها بعد أن نزلت براءتها في القرآن، فأهل البدع الضالون الذين يرمون عائشة رضي الله عنها بالفاحشة مكذبون للقرآن ومكذبون لله تعالى فهم كفار، فمن قذف عائشة رضي الله عنها بالفاحشة كافر بالله العظيم لأنه مكذِّبٌ لله تعالى.
قال المصنف رحمه الله:
ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، أحد خلفاء المسلمين رضي الله عنهم.
الشرح:
قول المصنف رحمه الله (ومعاوية خال المؤمنين) أي: معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه، صحابيٌ جليل،
وقوله (خال المؤمنين) لأنه أخو زوج النبي صلى الله عليه وسلم رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها وأرضاها،
وقوله (وكاتب وحي الله) أي: أنه كان ممن يكتبون الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أمانته رضي الله عنه.
وقوله (أحد خلفاء المسلمين رضي الله عنهم) أي: أن خلافته خلافة شرعية صحيحة، وإن لم تكن امتداداً للخلافة الراشدة كما تقدم، ولقد ذكر المصنف معاوية رضي الله عنها بسبب وقوع أهل البدع فيه بما لا يليق بمنزلة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.