قال المصنف رحمه الله:
ونرى الحج والجهاد ماضيين مع طاعة كل إمامٍ، براً كان أو فاجراً، وصلاة الجمعة خلفهم جائزة.
الشرح:
قول المصنف رحمه الله (ونرى الحج والجهاد ماضيين مع طاعة كل إمامٍ) أي: ونعتقد لزوم وصحة كل من الحج والجهاد وغيرها من الأعمال التي تحتاج إلى الإمامة العامة، فلا نعطل الحج والجهاد طالما وجد الإمام الذي يعقد ألويتهما، ويلاحظ أن الجهاد نوعان؛ جهاد طلب يراد منه نشر الدعوة الإسلامية فهذا لا ينعقد بدون إمام، وجهاد دفعٍ يذاد فيه عن حرمات الإسلام وهذا لا شرط له.
وقوله (براً كان أو فاجراً) أي: سواءٌ أكان براً عدلاً أم فاجراً فاسقاً ما لم يظهر منه الكفر البواح، وهذا جارٍ مجرى المصلحة العامة وطريق النظر فيه طريق المقاصد والسياسة الشرعية، والنكتة فيه أن فوات هذه المصالح العامة أشد ضرراً على المسلمين من فوات وصف العدالة في الإمام المسلم.
وقوله (وصلاة الجمعة خلفهم جائزة) أي: صحيحة، وكذلك سائر الجماعات لقوله صلى الله عليه وسلم:"يصلون لكم؛ فإن أصابوا فلكم، وإن اخطأوا فلكم وعليهم" [1] ، وما أجمل ما روى البخاري عن عبيد الله بن عدي بن خيار أنه دخل على عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو محصور فقال: إنك إمام عامة ونزل بك ما ترى، ويصلي
(1) صحيح البخاري - حديث 662