قال المصنف رحمه الله:
ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهَّرات المبرآت من كل سوء، أفضلهن خديجة بنت خويلد، وعائشة الصديقة بنت الصديق، التي برَّأها الله في كتابه، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برَّأها الله منه فقد كفر بالله العظيم.
الشرح:
قول المصنف رحمه الله (ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: من الدين أيضاً اعتقاد فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، واعتقاد رضا الله عنهن، والدعاء لهن بذلك، إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإقراراً بفضلهن.
وقوله (أمهات المؤمنين) أي: حرمتهن في نفوس المسلمين كحرمة أمهاتهم، قال الله تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} [1] ، أي في التوقير والاحترام، ولذا حرَّم الله تعالى أن تُنكح نساؤه صلى الله عليه وسلم من بعده، قال تعالى: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً} [2] .
وقوله (المطهَّرات) أي: من الأرجاس المعنوية، وذلك إنما كان بالتقوى كما قال الله تعالى: {يا نساء النبي لستنَّ كأحدٍ من النساء إن اتقيتن} [3] .
(1) الأحزاب - 6
(2) الأحزاب - 53
(3) الأحزاب - 32