وقوله (قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تسبُّوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه" [1] : فيه بيان فضلهم وبيان سابقتهم وأن من جاء بعدهم ولو فعل مثل ما فعلوا فإنهم لا يجارونهم لأن لهم مزية السبق، والشاهد من الحديث تحريم سب الصحابة والتعرض لهم بالنقص، لأنه لا دافع لذلك إلا بغض الدين،

قال الإمام الكبير أبو زرعة الرازي رحمه الله:"إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة، اهـ. وليُعلم أن سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كونه محرماً في الشرع فإنه قبيحٌ في العقل، فإن العاقل لا يتعرض بالسب والتجريح لمن كان - بإذن الله - سبباً في نجاته في أمور الدنيا فكيف بأمور الآخرة، فتأمل."

(1) صحيح البخاري - حديث 3470