قال المصنف رحمه الله:
ومن صفات الله تعالى أنه متكلمٌ بكلامٍ قديمٍ يسمعه منه مَن شاء مِن خَلْقِه، سمعه موسى عليه السلام منه من غير واسطة، قال الله تعالى: {وكلَّم اللهُ موسى تكليماً} [1] ، وقال سبحانه: {فلما أتاها نودي يا موسى. إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدَّس طوى} [2] ، وقال سبحانه: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} [3] ، وغير جائزٍ أن يقول هذا أحدٌ غير الله.
الشرح:
قول المصنف رحمه الله (ومن صفات الله تعالى أنه متكلمٌ) أي: أي أن الكلام صفة من صفات الله تعالى، وهو كلامٌ حقيقي يليق بكمال الله تعالى، خلافاً للآلهة المزعومة الباطلة التي استحكم فيها النقص فاحتج الله تعالى على مَن عَبَدَها بأنها خرساء لا تنطق كعجل بني إسرائيل حيث قال الله تعالى فيهم: {واتخذ قوم موسى مِن بعده من حُلِيِّهم عِجلاً جسداً له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلاً اتخذوه وكانوا ظالمين} [4] . فالكلام صفة كمال، وكلام الله تعالى صفةٌ من صفاته لا يشابهها شيء من صفات المخلوقين.
(1) النساء - 164
(2) طه - 11 - 12
(3) طه - 14
(4) الأعراف - 148