فهرس الكتاب
الصفحة 45 من 123

وقوله (بكلامٍ قديمٍ) أي: أن جنس الكلام قديم، فالله تعالى كان ولم يزل متكلماً، ثم إن آحاد الكلام حادثة بحسب مشيئة الله، يتكلم متى شاء بما شاء حيث شاء، قال تعالى: {إنما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} [1] .

وقوله (يسمعه منه مَن شاء مِن خَلْقِه) أي: أن هذا الكلام كلامٌ حقيقي له حروف وأصوات، يتكلم به الله تعالى فيسمعه من شاء الله تعالى أن يسمعه من مخلوقاته من الملائكة أو البشر،

وقوله (سمعه موسى عليه السلام منه من غير واسطة) : الدليل عليه قول الله تعالى: {وكلَّم اللهُ موسى تكليماً} [2] ؛ وتأكيد الكلام بالمفعول المطلق يبين أن الكلام على حقيقته ويرفع احتمال المجاز.

وقوله (وقال سبحانه: {فلما أتاها نودي يا موسى. إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدَّس طوى} [3] : الشاهد منه نداء الله تعالى لموسى عليه السلام وتكليمه إياه بما لا يجوز أن يتكلم به مخلوق، فلا يصح لمخلوق أن يقول إني أنا ربك، فدل على أن المتكلم الله تعالى، وأن الذي سمعه موسى عليه السلام هو كلام الله تعالى،

وقوله (وقال سبحانه: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} [4] : ووجه الدلالة فيه كالآية التي تقدمت، ولهذا قال المصنف رحمه الله:(وغير جائزٍ أن يقول هذا أحدٌ غير الله) .

(1) النحل - 40

(2) النساء - 164

(3) طه - 11 - 12

(4) طه - 14

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام