فهرس الكتاب
الصفحة 89 من 123

وقوله تعالى: ( {إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون. لا يُفتَّر عنهم وهم فيه مُبلسون} [1] : دليلٌ على خلود أهل النار من غير المؤمنين في النار،(لا يُفتَّر) : لا يخفف، و (مُبلِسون) : مقطوعون آيسون قد تغير حالهم.

وقول المصنف (ويؤتى بالموت في صورة كبشٍ أملح) أي: أن الموت - وهو مخلوق من مخلوقات الله كما قال تعالى: {الذي خلق الموت والحياة} [2] - يؤتى به على هذه الصورة، و (الكبش) : فحل الضأن، و (الأملح) : الكبش الذي شعره مختلط البياض والسواد.

وقوله (فيُذبح بين الجنة والنار) أي: وهذه هي السعادة الكبرى لأهل الجنة حيث فازوا بالنعيم الدائم السرمدي لا ينغصه عليهم الموت الذي هو هاذم اللذات، وهي الحسرة الكبرى لأهل النار لأنه إذا ذبح الموت فلا يقضى على أهل النار أبداً بل هم في عذاب دائم، قال تعالى: {والذين كفروا لهم نار جهنم لا يُقضى عليهم فيموتوا ولا يُخفَف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور} [3] ،

وقوله (ثم يقال:"يا أهل الجنة خلودٌ ولا موت، ويا أهل النار خلودٌ ولا موت" [4] أي: يا أهل الجنة انعموا بنعيم دائم لا يقطعه الموت ولا ينغصه عليكم ذكر الموت، ويا أهل النار تحسروا على أنفسكم وآيسوا من انقطاع هذا العذاب عنكم، نسأل الله السلامة والعافية.

قال المصنف رحمه الله:

(1) الزخرف - 74 - 75

(2) الملك - 2

(3) فاطر - 36

(4) متفق عليه، صحيح البخاري - حديث 4453، ومسلم - حديث 2849

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام