ومحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمُ النبيين وسيدُ المرسلين، لا يصح إيمان عبدٍ حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته، ولا يُقضى بين الناس في القيامة إلا بشفاعته، ولا يدخل الجنة أمةٌ إلا بعد دخول أمته، صاحب لواء الحمد، والمقام المحمود، والحوض المورود، وهو إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم، أمته خير الأمم وأصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام.
الشرح:
قول المصنف رحمه الله (ومحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمُ النبيين) أي: أنه لا نبي ولا رسول بعد محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، قال تعالى: {ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليماً} [1] ، وقال صلى الله عليه وسلم:"وإنه لا نبي بعدي" [2] ، وبهذا تعلم كفر من ادعى النبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم اليوم الحركة الباطنية الكافرة المعروفة بالقاديانية التي تأسست في أحضان الاستعمار البريطاني الصليبي لشبه القارة الهندية، حيث ادعى الهالك مرزا غلام أحمد النبوة تحت رعاية المستعمر الإنجليزي، وكان هدف الحركة القاديانية هدم عقيدة المسلمين وإبعادهم عن فريضة الجهاد تمكيناً للمستعمر الإنجليزي، وإن من أخطر الجذور العقدية لهذه الفرقة الباطنية الكافرة إنكار ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله (وسيدُ المرسلين) أي: أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل رسل الله تعالى وأعلاهم منزلةً وفضلاً، وقد بين الله تعالى تفاضل الرسل بعد اشتراكهم في أصل الرسالة، قال تعالى: {تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض} [3] ، وأخبر صلى الله عليه وسلم فقال:"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع" [4] ، ولا تعارض بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم:"لا ينبغي لعبدٍ أن يقول أنا خيرٌ من يونس بن"
(1) الأحزاب - 40
(2) صحيح البخاري - حديث 3268، وصحيح مسلم - حديث 1842
(3) البقرة - 253
(4) صحيح مسلم - حديث 2278