فهرس الكتاب
الصفحة 36 من 123

عليهم من عدم إلزامهم في شيء من أمور دينهم بغير ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الأخيار. انتهت المناظرة.

وقول المصنف رحمه الله: (وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان والأئمة من بعدهم والراسخين في العلم من تلاوة آيات الصفات وقراءة أخبارها وإمرارها كما جاءت، فلا وسَّع الله عليه) أي: والشأن كذلك فيمن لم يؤمن بآيات الصفات كما جاءت دون تحريف أو تعطيل، ولم يمرها كما وردت بدون خوضٍ فيها وتعمق وتقعر مذموم، فلا وسع الله عليه أيضاً لأنه مخالفٌ لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بلَّغ هذه الآيات عن ربه، فلم يتكلف الصحابة السؤال عنها بغير ما بيَّنه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا هم تكلفوا ذلك بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ولا من تابعهم بإحسان من التابعين وأئمة السلف الصالح، بل تلقوها وآمنوا بها وعملوا بمقتضاها ووسعهم أن يتركوا ما عدا ذلك من الخوض فيها.

قال المصنف رحمه الله:

فمما جاء من آيات الصفات قوله تعالى إخباراً عن عيسى عليه السلام أنه قال: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} [1] ، قوله تعالى: {رضي الله عنهم ورضوا عنه} [2] ، وقوله تعالى: {يُحبهم ويُحبونه} [3] ، وقوله تعالى في الكفار: {وغضب الله عليهم} [4]

الشرح:

(1) المائدة - 116

(2) المائدة - 119

(3) المائدة - 54

(4) الفتح - 6

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام