فهرس الكتاب
الصفحة 88 من 123

وقوله (لا تفنيان) أي: أنهما خالدتان، حيث أخبر الله تعالى بتأبيد كل منهما؛ قال تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً وعد الله حقاً ومن أصدق من الله قيلاً} [1] ، وقال تعالى: {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً. خالدين فيها أبداً لا يجدون ولياً ولا نصيراً} [2] .

وقوله (فالجنة مأوى أوليائه) أي: المؤمنين المتقين الذين آمنوا بالله ثم استقاموا على صراطه المستقيم، قال تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألّا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدَّعون. نُزُلاً من غفورٍ رحيم} [3] .

وقوله (والنار عقابٌ لأعدائه) أي: كما قال تعالى: {ويوم يُحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزَعُون} [4] ، وقال تعالى: {ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاءً بما كانوا بآياتنا يجحدون} [5] ، فنار جهنم عقوبة لمن عادى الله، وكفر بآياته، وصد عن سبيله، واضطهد وفتن أولياءه، كما قال تعالى: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} [6] ، فالويل كل الويل لمن عطَّل حكم الله وعطَّل شريعة الله وعطَّل حدود الله وحكم بغير ما أنزل الله، والويل كل الويل لمن حارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والويل كل الويل لمن والى أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين والملحدين وعادى أولياء الله الصالحين من المؤمنين والعلماء والمجاهدين، ولمن ضيق على أولياء الله المؤمنين وانتهك حرمة دمائهم وأعراضهم وأموالهم وديارهم، فإن جهنم لهؤلاء بالمرصاد، قال تعالى: {إن جهنم كانت مرصاداً. للطاغين مآباً} [7] .

وقوله (وأهل الجنة فيها مخلدون) أي: باقون بقاءً دائماً لا زوال بعده،

(1) النساء - 122

(2) الأحزاب - 64 - 65

(3) فصلت - 30 - 32

(4) فصلت - 19

(5) فصلت - 28

(6) البروج - 10

(7) النبأ - 21 - 22

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام