أصناف أهوائها، فهؤلاء كلهم مبدِّلون ومبتدعون، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وطمس الحق وقتل أهله وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع كلٌ يخاف عليهم أن يكونوا عُنوا بالآية [1] والخبر كما بينا ولا يخلد في النار إلا كافر جاحد ليس في قلبه مثقال حبة خردلٍ من إيمان"."
قال المصنف رحمه الله:
والصراط حق يجوزه الأبرار، ويزل عنه الفجار، ويشفع نبينا صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر، فيخرجون بشفاعته بعدما احترقوا وصاروا فحماً وحمماً، فيدخلون الجنة بشفاعته ولسائر الأنبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات. قال تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون} [2] ، ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين.
الشرح:
قول المصنف رحمه الله (والصراط حق) أي: الجسر الممدود على جهنم يعبره المؤمنون إلى الجنة كلٌ على قدر أعماله.
وقوله (يجوزه الأبرار) أي: يعبره الأبرار، جمه بار وهو المؤمن الذي أتى أعمال البر.
(1) يعني بالآية قوله تعالى: {يوم تبيَض وجوه وتسوَدُّ وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} آل عمران - 106، وقد ذكر كلامه في تفسير الآية.
(2) الأنبياء - 28