فهرس الكتاب
الصفحة 81 من 123

الجحيم صلُّوه. ثم في سلسلةٍ ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه. إنه كان لا يؤمن بالله العظيم. ولا يحض على طعام المسكين [1] ، اللهم آتنا صحائف أعمالنا بأيماننا، ولا تؤتنا إياها بشمائلنا.

قال المصنف رحمه الله:

والميزان له كفتان ولسان توزن به الأعمال: {فمن ثقُلت موازينه فأولئك هم المفلحون. ومن خفَّت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون} [2]

الشرح:

قول المصنف رحمه الله (والميزان له كفتان ولسان) أي: أنه ميزانٌ حقيقي، وتقدم في حديث البطاقة بيان كفتي الميزان.

وقوله (توزن به الأعمال) أي: أن الأعمال هي التي توزن لتقدير الجزاء، والله أعلم بصفة ذلك، وقد دل على هذا المعنى قوله تعالى: {فأما من ثقلت موازينه. فهو في عيشةٍ راضية. وأما من خفَّت موازينه. فأمه هاوية} [3] ، وصح أيضاً أن الذي يوزن صحائف الأعمال كما في حديث البطاقة وقد تقدم، وصح أيضاً أن الذي يوزن هو العبد المؤمن والكافر، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يجتني سواكاً من الأراك وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مم تضحكون؟ قالوا: يا نبي الله، من دقة ساقيه، فقال:"والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحد" [4] ، وقال تعالى في

(1) الحاقة - 18 - 34

(2) المؤمنون - 102 - 103

(3) القارعة - 6 - 9

(4) مسند الإمام أحمد - حديث 3991

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام