فهرس الكتاب
الصفحة 80 من 123

وقوله (وتُنصب الموازين) أي: أي توضع لوزن الأعمال أو لوزن العباد أو كليهما، وهو ميزان حقيقي كما أخبر الله تعالى، وحسبك في هذا الباب قوله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تُظلم نفسٌ شيئاً وإن كان مثقال حبةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين} [1] ، ودلت النصوص على وزن الأعمال، وصحائف الأعمال ونفس العامل، ولا تعارض في ذلك ولله الحمد.

وقوله (وتُنشر الدواوين) أي: تُبسط، والنشر خلاف الطي، والكتاب المنشور: غير المختوم، و (الدواوين) : جمع ديوان وهو مجتمع الصحف، وفي الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يُصاح برجلٍ من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينُشر له تسعٌ وتسعون سجلاً كل سجل مد البصر ثم يقال له: أتنكر من هذا شيئاً؟ فيقول: لا يا رب. فيقول: ألك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرجل فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنات، وإنه لا ظلم عليك، فيخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقول: يا رب! ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم. قال: فيوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة" [2] ، وفي رواية الترمذي:"فلا يثقل مع اسم الله شيء" [3] .

وقوله (وتتطاير صحائف الأعمال إلى الأيمان والشمائل) أي: تُنشر صحف الأعمال للحساب، فتقع كل صحيفة في يد صاحبها، قال تعالى: {وإذا الصحف نُشرت} [4] .

وقوله تعالى: ( {فأما من أوتي كتابه بيمينه. فسوف يُحاسب حساباً يسيراً. وينقلب إلى أهله مسروراً. وأما من أوتي كتابه وراء ظهره. فسوف يدعوا ثبوراً. ويصلى سعيراً} [5] : هذا فصل ما بين الشقي والسعيد، وهذا كقوله تعالى: يومئذٍ تُعرَضون لا تخفى منكم خافية. فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه. إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه. فهو في عيشةٍ راضية. في جنة عالية. قطوفها دانية. كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية. وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه. ولم أدر ما حسابيه. يا ليتها كانت القاضية. ما أغنى عني ماليه. هلك عني سلطانيه. خذوه فغُلّوه. ثم

(1) الأنبياء - 47

(2) المستدرك على الصحيحين للحاكم - حديث 1937،

(3) سنن الترمذي - حديث 2639، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب

(4) التكوير - 10

(5) الانشقاق - 7 - 12

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام