فهرس الكتاب
الصفحة 65 من 123

وقوله (فدل على أن للعبد فعلاً وكسباً يُجزى على حَسنه بالثواب، وعلى سيئه بالعقاب) أي: أن قوله تعالى في الآية السابقة فيه إثبات الفعل والكسب للعبد وأن خلق الله تعالى لأفعال العباد لا ينفي كسبهم لها ومحاسبتهم بمقتضاها.

وقوله (وهو واقعٌ بقضاء الله وقدره) أي: أنه لا يقع في الكون شيء إلا بعلم الله تعالى السابق وبقدرته المطلقة.

فأركان الإيمان بالقدر هي:

-أن تؤمن أن الله تعالى خالق كل شيء،

-وأن الله تعالى عالمٌ بكل ما يكون،

-وأن علم الله تعالى بما يكون مسطورٌ في اللوح المحفوظ،

-وأن كل ما يقع في الكون فإنه يقع موافقاً لعلم الله السابق والمكتوب في اللوح المحفوظ.

قال المصنف رحمه الله:

والإيمان قولٌ باللسان وعملٌ بالأركان، وعقدٌ بالجنان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان، قال الله تعالى: {وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القَيِّمة} [1] ، فجعل عبادة الله تعالى وإخلاص القلب وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة كله من الدين.

الشرح:

قول المصنف رحمه الله (والإيمان قولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، وعقدٌ بالجنان) : الإيمان تصديق الخبر والانقياد للشرع، فمجرد التصديق لا يحقق الإيمان فإن أحبار اليهود الذين صدقوا الرسول صلى الله عليه وسلم ولم ينقادوا له ليسوا بمؤمنين، أما من صدق به وأطاعه فمؤمن، كما صح في الحديث عن أنس رضي الله عنه قال: كان غلامٌ

(1) البينة - 5

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام