فهرس الكتاب
الصفحة 22 من 123

وقوله (درج السلف) أي: درج بمعنى مشى، ودرج القوم أي انقرضوا، وكأنهم ماتوا على هذا المنهج السليم، والسلف هم القرون الثلاثة المفضلة الصحابة والتابعون وتابعو التابعين، وهي القرون التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:"خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" [1] ، وخيرهم قرن الصحابة كما قال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار} [2]

وقوله (أئمة الخلَف) : الأئمة جمع إمام وهو كل من اقتدى به قوم، والمقصود بالأئمة العلماء الربانيين الملازمين للصراط المستقيم الذين وصفهم الله تعالى بعد ذكر المهاجرين والأنصار فقال: {والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه} [3] ، و (الخَلَف) : القرن أو الجيل يأتي بعد الجيل،

قوله (كلهم متفقون) أي: السلف وأئمة الخلف من أهل السنة والجماعة

وقوله (على الإقرار والإمرار والإثبات) : فهذه ثلاث مراتب للإيمان بالصفات:

أولها: الإقرار وهو التصديق بما صح وروده عن طريق الوحي قرآناً وسنةً،

وثانيها: الإمرار وهو إثبات معانيها دون تأويل أو تعطيل أو تشبيه،

وثالثها: الإثبات أي وصف الله تعالى بما وصف به نفسه تقدَّست أسماؤه وتنزهت صفاته عن مشابهة صفات المخلوقين، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

وقوله (وقد أُمرنا بالاقتفاء لآثارهم) أي: أن الله تعالى أمرنا بذلك، قال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم} [4] ، وقال تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولِّه ما تولى ونُصلِه جهنم وساءت مصيراً} [5] ،

وقوله (الاهتداء بمنارهم) : الاهتداء افتعال من الهدى أي طلب الهداية، والمنار: العلَم يُجعل للطريق ليستدل به السائرون، وهذا يدل على وجوب التزام منهح القرون المفضلة في الإيمان بآيات الصفات

(1) صحيح البخاري - حديث 2508

(2) التوبة - 100

(3) التوبة - 100

(4) التوبة - 100

(5) النساء - 115

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام