وقوله (مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: نؤمن بهذه الأحاديث الواردة في الصفات وغيرها من الأمور الغيبية التي لا تدرك عقولنا كنهها بالتسليم والرضا، ونتوقف عن الخوض فيما لم يبينه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونلتزم هدي صحابته في عدم التقعر والتعمق فيها بغير علم.
والخلاصة من قول الشافعي رحمه الله: التصديق والإقرار والتسليم بما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الله تعالى مع إثبات هذه الصفات ومعانيها لله تعالى دون خوض في كيفيات هذه المعاني.
قال المصنف رحمه الله:
وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم، كلهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعرُّضٍ لتأويله. وقد أُمرنا بالاقتفاء لآثارهم، والاهتداء بمنارهم، وحُذرنا المحدثات وأُخبرنا أنها من الضلالات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدَثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة" [1] .
الشرح:
قول المصنف رحمه الله (وعلى هذا) أي: هذا المنهج في إثبات الصفات دون تمثيل، وتنزيه الله عن النقص دون تعطيل،
(1) أخرجه الترمذي - حديث 2676 وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجة - حديث 42، والدارمي في سننه - حديث 95، وأحمد في مسنده - حديث 17184