فهرس الكتاب
الصفحة 20 من 123

قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي:"آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم."

الشرح:

قول المصنف رحمه الله (الإمام محمد بن إدريس الشافعي) : القرشي المطلبي، إمامٌ فقيه، حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين، وكان يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة. قال الإمام أحمد:"إن الله تعالى يقيِّض للناس في رأس كل مائة سنة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب، فنظرنا؛ فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشافعي"، كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتاباً فيه معاني القرآن، ويجمع قول الأخيار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب الرسالة، وقال عبد الرحمن بن مهدي:"ما صليت صلاةً إلا وأنا أدعو للشافعي بها"،

وقوله رحمه الله (آمنت بالله وبما جاء عن الله) أي: إن هذه عقيدة الإمام الشافعي فيما يتعلق بالأسماء والصفات الواردة في القرآن، وهي عقيدة أساسها التصديق بما أخبر الله به عن نفسه والانقياد لهذا الخبر.

وقوله (على مراد الله) أي: دون تأويلٍ مخالفٍ لمعنى الخبر، فصفة السمع على حقيقتها ولا ندرك كنهها، وصفة البصر على حقيقتها ولا ندرك كنهها، وصفة العلو على حقيقتها ولا ندرك كنهها، فإذا أشكل المعنى آمنا وصدَّقنا وتوقفنا عن الخوض فيه بالتأويل أو التعطيل، ولم نجترئ عليه بالتمثيل والتشبيه. وهذا سبيل الراسخين في العلم كما في قوله تعالى: {والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عند ربنا} [1] .

وقوله (آمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: صدّقته وتابعته وانقدت لأمره،

وقوله (وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: بالسنة الصحيحة الثابتة عن طريق نقل العدول الثقات، فإذا صحَّ الحديث فهو حجة في الخبر عن الله تعالى لا فرق في ذلك بين العقيدة والعبادة،

(1) آل عمران - 7

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام