فهرس الكتاب
الصفحة 120 من 123

يرميهم بالكفر حاشاهم، أما منهج أهل السنة فهو على الوسطية والاعتدال؛ فنعرف لآل البيت حقهم دون إفراط وغلو، ونعرف للصحابة فضلهم دون تفريط وإساءة، ولا نبتدع أصلاً نوالي ونعادي عليه لم ينزل في كتاب الله ولم يشرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نجعل الإمامة التي هي من مسائل السياسة الشرعية معقداً للإيمان والكفر.

وقوله (والجهمية) أي: المنسوبين إلى الجهم بن صفوان، وأصلهم البدعي الذي فارقوا به جماعة المسلمين تعطيلهم صفات الله عز وجل ونفيها، وهم جبرية في القدر ينفون أن يكون للإنسان فعل أو إرادة، وهم مرجئة في الإيمان يُخرجون العمل عن مسمى الإيمان، أما منهج أهل السنة فهو الوسط الخيار حيث نثبت صفات الله تعالى التي أثبتها لنفسه أو أثبتها لها رسوله صلى الله عليه وسلم دون تشبيه بصفات المخلوقين، وننزهه عن مشابهة الخلق دون تعطيل تلك الصفات.

وقوله (والخوارج) أي: الذي خرجوا على جماعة المسلمين بأصلهم البدعي في مسألة الإيمان حيث يعتقدون تكفير مرتكب الكبيرة لمجرد ارتكابها ويستحلون بذلك دمه ويعتقدون خلوده في النار، ومنهج أهل السنة هو الوسط الخيار في هذه المسألة حيث إن الإيمان يزيد وينقص بالطاعة والمعصية، فمرتكب الكبيرة غير المستحل لها مؤمن بإيمانه فاسقٌ بكبيرته وهو في خطر المشيئة إن مات ولم يتب إن شاء الله عذبه وإن شاء عفا عنه.

وقوله (والقدَرية) أي: الذين أثبتوا للعبد قدرةً مستقلة عن قدرة الله، ونفوا خلق الله تعالى للشر وللمعصية، ونفوا علم الله تعالى السابق لوقوع الأفعال، وهم بأصلهم البدعي هذا قد خالفوا جماعة المسلمين وفارقوهم، ومنهج أهل السنة أن الله تعالى خالق كل شيء، وأن للعبد قدرة وإرادة أقدره الله عليها وأنه بقدرته وإرادته لا يخرج عن قدرة الله تعالى وإرادته الكونية وإن خالف أمره الشرعي لحكمة الابتلاء والجزاء.

وقوله (والمرجئة) أي: الذين أرجأوا العمل أي أخروه عن مسمى الإيمان، فالإيمان عندهم شيء واحد يتساوى فيه الخلق جميعاً، فإيمان الزاني المرابي شارب الخمر المضيع للصلاة والصيام والزكاة كإيمان الملائكة والرسل والصديقين والصالحين، ومنهج أهل السنة أن الإيمان قول وعمل بالقلب واللسان والجوارح، يزيد بالطاعة وينقض بالمعصية، وأن مجرد التصديق أو المعرفة لا يكفي لانعقاد الإيمان بل لا بد مع التصديق

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام