الكتاب بالتي هي أحسن واستثنت منهم الظالمين، وبهذا يتبين فساد منهج من يدعو للحوار مع أهل الكتاب الظالمين المعتدين على حرمات المسلمين، فهؤلاء ليسوا داخلين في الإذن بالجدال بالحسنى، فتنبَّه! ولله در الشاعر:

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضرٌ، كوضع السيف في موضع الندى

وقوله (وترك النظر في كتب المبتدعة) أي: لا يقرأ كتبهم، وهذا من هجر الوقاية لأن المرء لا يأمن على نفسه أن يتأثر بهم، ولقد رأينا في زماننا هذا ما يصيب الشباب المسلم في عقله جراء قراءة كتب الإلحاد المادية والشيوعية وما يدخله ذلك عليهم من فساد في دينهم وعقولهم، فالسلامة كل السلامة أن تنأى بنفسك عن هذه الكتب وتنشغل بكتاب الله تعالى: وقديماً قال الشاعر:

إن السلامة من سلمى وجارتها ألا تمر على حالٍ بواديها

وقوله (والإصغاء إلى كلامهم) أي: الاستماع إلى حديثهم فيما يتعلق ببدعتهم، قال سفيان الثوري رحمه الله:"من أصغى بأذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووُكل إليها"، يعني البدع. وهجر الوقاية في زماننا هذا يمتد ليتناول كل وسائل الإعلام المسموم المقروء والمرئي والمسموع الذي يبث فيه عدونا الشبهات المضلات فليحذر المسلم منها كل الحذر قبل أن تفسد عليه دينه.

وقوله وكل (محدَثة في الدين بدعة) أي: أن هذا الحكم في وجوب هجر الوقاية عام في كل البدع والمحدثات، فلا يستهينن المسلم بشيء منها، ولا يمكنن لها أذنه فتتمكن من قلبه.

وقوله (وكل متسَمِّ بغير الإسلام والسنة مبتدع) أي: أن من جاءنا بأسماء ومصطلحات جديدة غير موجودة في الشرع فقد جاءنا بأصلٍ جديد غير موجود في الشرع، فيجب الحذر منه فإنه مبتدع، وسيذكر المصنف أمثلةً على بعض أهل البدع والأهواء تسموا بأسماء تدل على أصولهم البدعية التي فارقوا بها جماعة المسلمين، وفرقوا بها بينهم وشقوا صفوفهم، فالسلامة كل السلامة في ركوب سفينة السنة فإنها والله مركب النجاة لا غير.

وقوله (كالرافضة) أي: الذين فارقوا جماعة المسلمين بأصلٍ بدعي يتعلق بالإمامة وما تفرع عليه من غلوهم في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وجفاؤهم ورفضهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين من يرميهم بالفسق ومن