من الانقياد للشرع، فإن إبليس يعرف أن الله تعالى هو الرب الخالق ولكنه ليس بمؤمنٍ قطعاً لأنه استكبر عن الانقياد للشرع، فتنبَّه!
وإن شئت قلت: إن توحيد الربوبية لا يحصل به الإيمان حتى يتحقق معه توحيد الألوهية، والله تعالى أعلم.
وقوله (والمعتزلة) أي: الذين فارقوا جماعة المسلمين في مسائل منها ما يتعلق بمسمى الإيمان وقالوا إن مرتكب الكبيرة لا هو مؤمن ولا هو كافر بل هو بين المنزلتين فجاؤوا بما لم يأت به الله، ويتميزون بمنهجهم الفكري في تقديم العقل على النقل وتحكيم العقل في النقل، وأهل السنة على الوسط حيث يقدمون نصوص الوحي الصحيحة ويعملون العقل في التدبر فيها والفهم للعمل لا للتحكم.
وقوله (ونظائرهم) أي: كل من فارق المسلمين بأصل بدعي، ومنها اليوم العلمانية التي تفصل الدين عن الدنيا وتحاكم الناس إلى شرائع وضعية وضيعة ما أنزل الله بها من سلطان، وكالدعوة إلى توحيد الأديان والدعوة إلى اتخاذ القومية والوطنية معاقد للولاء والبراء وغيرها من الأصول المبتدّعة الضالة.
وقوله (فهذه فرق الضلال وطوائف البدع، أعاذنا الله منها) أي: هذه أصولها وقد تفرقت كل منها فرقاً كثيرة، والسر في هذا أن طريق الحق واحد، وأن طريق الباطل متعدد تعدد الأهواء والشبهات.