فهرس الكتاب
الصفحة 94 من 122

هو من قبيلة قريش التي هي أشرف القبائل، وقريش من ذرية إسماعيل عليه الصلاة والسلام، والعرب على قسمين في المشهور:

العرب العاربة، وهم القحطانية والعرب المستعربة، وهم العدنانية من ذرية إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم الخليل عليه السلام، سموا بالمستعربة لأنهم تعلموا العربية من العرب العاربة لما جاءت جرهم، ونزلوا في مكة عند هاجر أم إسماعيل وابنها إسماعيل وهو صغير لما وجدوا ماء زمزم نزلوا، واصطلحوا مع هاجر أن ينزلوا عندها، وأن تسمح لهم أن يستقوا من الماء، فإسماعيل عليه السلام كان رضيعا في ذلك الوقت، ثم إنه تربى ونشأ وأخذ العربية عن جرهم وهي من العرب العاربة، وتزوج من جرهم، وجاءه ذرية تعلموا العربية ونشئوا مع العرب، فصاروا عربا مستعربة وهي العدنانية، أما العاربة فهم القحطانية أصلها من اليمن.

وبعض العلماء يقول: العرب العاربة على قسمين: عرب بائدة، وعرب باقية، العرب البائدة هم الذين هلكوا، وهم قوم نوح وعاد وثمود وشعيب، أما العرب الباقية فهم الذين ينقسمون إلى عرب عاربة، وعرب مستعربة وهي العرب الباقية، والنبي من بني هاشم، وهاشم من ذرية إسماعيل عليه الصلاة والسلام، واسمه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وعبد المطلب ليس هذا اسمه، اسمه شيبة، ولكن سمي عبد المطلب لأن عمه المطلب بن عبد مناف جاء به من المدينة وهو صغير من أخواله بني النجار، فلما رآه الناس أسود من السفر ظنوا أنه عبد مملوك للمطلب، فقالوا: عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وعبد مناف له أربعة أولاد: هاشم جد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمطلب، وعبد شمس، ونوفل.

بنو هاشم يقال لهم: الهاشميون، وبنو المطلب يقال لهم: المطلبيون، وأما عبد شمس فمنهم عثمان رضي الله عنه ومنهم بنو أمية، هؤلاء من بني عبد شمس.

ونوفل كذلك له ذرية منهم: جبير بن مطعم وحكيم بن حزام، وإبراهيم عليه الصلاة والسلام له إسماعيل وهو الأكبر، وهو جد العرب العدنانية، وإسحاق وهو جد بني إسرائيل، وجميع الأنبياء كلهم من ذرية إسحاق إلا نبينا عليه الصلاة والسلام فهو من ذرية إسماعيل خاتم النبيين.

أما مولده فقد ولد صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وهو العام الذي جاء فيه أبرهة ملك اليمن، انتدبه ملك الحبشة ليهدم الكعبة ومعه فيه فيل عظيم، فلما وصل إلى مكان يقال له: المغمس، ولم يبق إلا أن يدخل مكة ويهدم الكعبة، وتفرق أهل مكة وصعدوا الجبال؛ لأنهم لا طاقة لهم به، فأراد أن يتوجه إلى الكعبة، فانحبس الفيل وأبى أن يقوم من الأرض، حبسه الله، فإذا وجهه إلى غير جهة مكة قام وهرول، وإذا وجهه إلى جهة مكة انحبس ولم يستطع المشي، وبينما هم كذلك رأوا فرقان طير من قبل البحر معها حجارة، كل طائر معه حجران: حجر في منقاره وحجر في رجليه، فرمتهم فصارت الحصاة تضرب هامة الرجل، فتخرج من دبره وتشقه نصفين، فأهلكهم الله عز وجل، فأنزل الله في ذلك يذكر قريشا سورة الفيل: / أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ /أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ /وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ /تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ /من جهنم والعياذ بالله / فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَاكُولٍ/ [الفيل] ، أصبحوا مثل التبن الذي أكلته الدواب وراثته.

هذه قصة الفيل، حمى الله بيته الحرام، وأهلك هذا الجبار، وفي هذا العام ولد محمد صلى الله عليه وسلم، وظهر مع ولادته آيات، حيث ظهر معه نور أشرقت له قصور الشام، وفي ليلة ولادته ارتجت الأصنام، وارتج إيوان كسرى وسقطت منه شرفات في ليلة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم، هذه إرهاصات لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم، والجن والشياطين حصل عندهم ضجة في الليلة العظيمة.

ولد في مكان يقال له: شعب على مقربة من الكعبة، ولد في مكة، لكن لا يوجد تحديد ثابت لموضع الدار.

وله من العمر ثلاث وستون سنة، أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبيا رسولا، نبئ بـ (/ اقْرَا /) . [58]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[58] فهو ولد في مكة صلى الله عليه وسلم، واسترضع في بني سعد عند حليمة السعدية، ومات عبد الله أبوه وهو في بطن أمه، ثم ماتت أمه بعد ولاته بقليل، فحضنته أم أيمن الحبشية التي ورثها عن أبيه، وصار في كفالة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام