فهرس الكتاب
الصفحة 48 من 122

فمن صرف شيئًا منها لغير الله فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى:/ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ / [المؤمنون: 117] .

وفي الحديث: /الدعاء مخ العبادة / [1] .

والدليل قوله تعالى: سورة غافر الآية 60/ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ / [غافر:60] [14]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[14] / وَقَالَ رَبُّكُمُ /: أي أمركم ربكم، وقال: / ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ /أمر بدعائه سبحانه ووعد بالاستجابة، وهذا من كرمه سبحانه وتعالى؛ لأنه غني عن دعائنا، ولكننا محتاجون لدعائه سبحانه وتعالى، فهو يأمرنا بما نحتاج إليه وبما يصلحنا، وهو سبحانه يغضب إذا تركت سؤاله بينما المخلوق يغضب إذا سألته، ولهذا يقول الشاعر:

الله يغضب إن تركت سؤاله ... وبني آدم حين يسأل يغضب

ويقول آخر:

فلو سئل الناس التراب لأوشكوا ... إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا

فالناس أقسام ثلاثة:

الأول: من لا يدعو الله أصلًا، فيكون مستكبرًا عن عبادة الله.

الثاني: من يدعو الله، ولكن يدعو معه غيره فيكون مشركًا.

الثالث: من يدعو الله مخلصًا له الدعاء، فهذا هو الموحد.

في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: /الدعاء مخ العبادة / وفي رواية: / الدعاء هو العبادة / [2] فهذا يدل على عظيم الدعاء وأنه أعظم أنواع العبادة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: / مخ العبادة / وفي رواية: / الدعاء هو العبادة / والرواية الثانية أصح من رواية: / الدعاء مخ العبادة / والمعنى واحد.

فالحديث بروايتيه يبين عِظَمَ الدعاء، وأنه هو النوع الأعظم من أنواع العبادة. كما قال صلى الله عليه وسلم:

/الحج عرفة / [3] بمعنى أن الوقوف بعرفة في الحج هو الركن الأعظم من أركان الحج، وليس معناه أن الحج كله هو عرفة، ولكن الوقوف بعرفة هو أعظم أركان الحج، كذلك ليست العبادة محصورة في الدعاء؛ ولكن الدعاء هو أعظم أنواعها، ولهذا قال: / هو العبادة / من باب تعظيم الدعاء وبيان مكانته.

ثم ذكر الشيخ رحمه الله أدلة أنواع العبادة التي ذكرها وهي: الخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله فقال رحمه الله:

(1) أخرجه الترمذي (3371) مِن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وفي إسناده ابن لهيعة، ضعيف يعتبَر به، قال الترمذي: هذا حديث غريب مِن هذا الزجه لا نعرفه إلا حديث ابن لهيعة.

(2) أخرجه أبو داوود (1479) ، والترمذي (2969) ، وابن ماجه (3828) مِن حديث النعمان بن بشير رضي الله نعنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

(3) أخرجه أبو داوود (3015) ، والترمذي (889) ، والنسائي (3016) ، وابن ماجه (3015) مِن حديث عبد الرحمن بن يَعَرَ الديلي رضي الله عنه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام