فهرس الكتاب
الصفحة 110 من 122

هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ / [المؤمنون: 35، 36] إلى غير ذلك من مقالات الكفار من الأمم السابقة ومن المشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فمن كذب بالبعث فهو مع هؤلاء الكفرة.

لا ينكر البعث إلا كافر، ولقد أمر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقسم به على البعث، قال: / قُلْ بَلَى وَرَبِّي /هذا قسم، / لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ /هذه الآية إحدى الآيات الثلاث التي أمر الله نبيه فيها أن يقسم على البعث.

الآية الأولى: في سورة يونس: / وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ / [يونس: 53] .

الثانية في سورة سبأ: / وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَاتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَاتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ / لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ / [سبأ: 3 - 4] فالله أمر نبيه أن يقسم به على البعث وعلى قيام الساعة.

الآية الثالثة: هي التي معنا من سورة التغابن: / زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ / [التغابن: 7] . فالحكمة من البعث هي جزاء العباد على أعمالهم، وقوله تعالى: لتنبئن، أي: لتخبرن بأعمالكم وتجازون بها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام