فهرس الكتاب
الصفحة 86 من 121

8 ـ صدق وعد الله تعالى، حيث أنه وعد بالحياة الطيبة لمن تمسك بدينه وتبرأ من الشرك والمشركين واعتزلهم، فقد وهب إبراهيم عليه السلام الذرية الصالحة لما اعتزل قومه المشركين وتبرأ منهم قال تعالى: ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? [1] .

2/ إبراهيم عليه السلام مع قومه:

سأل إبراهيم عليه السلام قومه ليقيم الحجة عليهم مستنكرًا إن كانت الأصنام تسمع دعاءهم أو تنفع أو تضر، فقالوا له أنها لا تنفع ولا تضر ولكنهم وجدوا ءابائهم كذلك يفعلون كما أخبر بذلك الله تعالى فقال تعالى: ? ? ? ? ? ? ? ? [2] فبين لهم إبراهيم عليه السلام عظم قدرة الله تعالى ليهتدوا؛ ولكنهم أصروا على ما هم عليه، فعقد إبراهيم عليه السلام أن يكيد أصنامهم في يوم عيدهم، ليقيم عليهم الحجة، لعلهم يرجعون، فأخبرهم أنه مريض ليتخلف عنهم ويتركوه، فينفذ ما أراد من تكسير الأصنام، فلما مضى القوم، نادى إبراهيم قائلا كما في قوله تعالى ? ? ? ? ? ? ? ? ? [3] ، ورجع إلى بيت الأصنام وحطم جميع الأصنام إلا كبيرهم أبقاه وعلق الفأس في عنقه لهدف في نفسه، ولما رجع القوم من عيدهم وجدوا أصنامهم محطمة فتساءلوا عمن فعل ذلك بأصنامهم، قال تعالى ? ? ? ? ? ? ?

? ? ? [4] ،فأجاب بعضا منهم كما أخبر الله تعالى: ? ? ? [5] ? ? ?

(1) سورة مريم، الآية 49.

(2) سورة الشعراء، الآية: 74

(3) سور الأنبياء، الآية: 57.

(4) سورة الأنبياء، الآية: 59.

(5) ذكر بعض من العلماء كالعلامة ابن كثير يرحمه الله في تفسيره القران العظيم ص 327:، والعلامة القرطبي يرحمه الله في تفسيره ج 11، ص 299، والعلامة ابن عاشور يرحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير ص: 99"أن معنى (سمعنا فتى) أي: شابا أو الذكر الذي قوي شبابه فعن ابن عباس رضى الله عنه، قال: ما بعث الله نبيا إلا شابا، ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب، وتلا هذه الآية: (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) "، وذكر المفكر الإسلامي سيد قطب يرحمه الله في تفسيره في ظلال القرآن، ص: 2386"احتمال آخر لمعنى الكلمة فقال يقصد به إلى تصغير أنه بدليل تجهيلهم لأمره في قولهم"يقال له إبراهيم"للتقليل من أهميته، وأنه لا خطر له يكون، ورجح القول شابا صغير السن".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام