فهرس الكتاب
الصفحة 34 من 121

9 / بيان أن أحكام الله تعالى في مقدور الناس الالتزام بها وتطبيقها:

عرض القران الكريم صور عملية حية على قدرة الإنسان بالالتزام بأحكام الله تعالى وتطبيقها وذلك من خلال القصص القرآني.

يقول الأستاذ الدكتور بلبول:"الأوامر والنواهي النظرية تتيح فرصة التنصل منها للأفراد والجماعات بدعوى أن مزاولتها ليست في مقدور الإنسان، وهي تخرج عن طاقته، لما فيها من قيود وحد من الحرية الخاصة والعامة، ولم يشأ القران الكريم أن يدع الناس حيارى مع هذه النظريات."

ولذلك عرض أمامهم الصور العملية الحية في كثير من الأحيان، وأوضح لهم نتائج هذه الصور العملية، وأبان أن قوما كبحوا جماح شهواتهم، واستعملوا عقولهم، فاهتدوا سواء السبيل، وأن قوما آخرين لم يستجيبوا إلى نداء الحق فضلوا وأضلوا.

ولنقرأ على سبيل المثال ـ سورة هود المكية التي نزلت لتقويم العقيدة وتثبيت الإيمان في القلب عن طريق سرد قصص لنوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى عليهم السلام، فتجد في صدر السورة بعد الثناء على القران وبيان أنه محكم الآيات، ومفصل من لدن حكيم خبير الأمر بعبادة الله تعالى وحده دون سواه وتأكيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم منذر بالعقاب ومبشر بالثواب، كما نجد الأمر بالاستغفار عما مضى، ثم التوبة والرجوع إلى التوبة والرجوع إلى الله تعالى فيما هو آت، وأن من يستجيب لذلك له المثوبة في الدنيا والآخرة ومن لم يستجب فالعقاب نازل به لا محالة، إذ مرجع الكل إليه، وهو سبحانه لا يعجزه ثواب من آمن وعقاب من كفر" [1] ."

(1) بلبول، د. عبد االباسط إبراهيم، القصص القراني (مصر، القاهرة،،مكتبة أصول الدين) ص 125.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام