على عورات أهل الإسلام ويخدمون مخططاتهم، وقد رحل الاستعمال البغيض بجيوشه عن بعض بلاد المسلمين التي قد استعمرها زمنًا طويلاً وعاث فيها الفساد - فقد ترك خلفه قطعانًا من المثقفين بثقافته الغربية من بني قومنا هم إلى البهائم أقرب شبهًا منهم إلى البشر؛ نعم؛ لقد ترك بعد رحيله جيوشًا جرَّارةً من صنائعه أوكل إليهم خلخلة العقيدة الإسلامية وتأويل الشريعة المحمدية وتحريفها وتشويهها؛ فأصبحوا أداة طَيِّعةً ونوايا، يُزَيِّفون الحقائق، ويحرفون كلام الله ويزورون التاريخ، يؤمنون تارة ويكفرون تارة، قد أوكل إليهم سادتهم المستشرقون الخلافة لتنفيذ مخططاتهم، يردد العبيد ما يشيعه السادة المرتحلون؛ بل إن السادة قد يؤجلون ويخجلون من التصريح بسب الإسلام ونبي الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام في حين أن الأذناب يصرِّحون بالكفر وسب الدين الإسلامي علنا بصراحة مكشوفة، إن الأتباع قد جنَّدوا أنفسهم دعاة لنشر كل قبيح لُقِّنوه فصاروا خناجر مسمومة في جسم الأمة الإسلامية؛ ليقوموا بما عهده إليهم التبشير الغربي البغيض من الدعوة إلى مذهبه، ونشر كل مذهب إلحادي هدَّام على وجه الأرض؛ فهم يهادنون كل الأديان من سماوية محرفة وأرضية وثنية شركية مستقاة من وحي إبليس، وأصبحوا حربًا ضروسًا على الإسلام وحده؛