فهرس الكتاب
الصفحة 82 من 105

العروض فاستنبط بدائع علم العروض وعلله من مادة غامضة لم يسبقه إليه سابق من العلماء، فغدا إمام العربية الفصحى ومنشئ علم العروض، وهو علم اخترعه لا عن معلم علَّمه، ولم يسبقه سابق في فنِّه.

كما قيل عنه: إن دولة الإسلام لم تُخرِج أبدعَ للعلوم التي ليس لها أصل عند علماء العرب من الخليل بن أحمد، وليس أدل على ذلك من علم العروض الذي لا عن حكيم أخذه ولا من مدرسة اكتسبه؛ فلو كانت أيامُه قديمةً ورسومُه بعيدةً لشَكَّ فيه الكثير؛ لصنعته مالم يصنعه أحد قبله منذ خلق الله الدنيا، ومن تأسيسه بناء النحو، وقد ضَمَّنَه كتابه الذي هو زينة لدولة الإسلام.

الخليل ابتكر علمًا نافعًا على أصول إسلامية بلاغية نافعة متَّصلة ببلاغة القرآن الكريم وعلم العربية الفصحى؛ فهذا هو الإبداع الحر والفكر الأصيل المرتبط بمعتقد الأمة، والمستنبط من أصل دينها ومن وضع رجل أصيل ثابت العقل والرأي.

أما فكر الدخلاء المقتبس من مدارس التغريب والشعوبية وأفكار الغزو الثقافي الغربي بعد أن تشبع به الببغاوات من أبناء وطننا العربي المنكوب،

ثم تحولوا إلى أدوات لنشر ما لقنوا من أفكار سادة الاستعمار وقادة التبشير المناوئين للإسلام وأهله، فإن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام