الصحابة؛ فهم رجال ونحن رجال، وهم يخطئون كما نخطئ، والإسراف في تقديسهم أحد أسباب الكارثة التي نعيش فيها، حتى صرنا نضع أمامنا محرَّمات مِنْ صُنْع أنفسنا تمنعنا من حرية التفكير وقَدَّسْنا أشخاصًا غير مقدسين». كما اتَّهم الخليفةَ الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه كان غيرَ صالح للخلافة وغيرَ سويٍّ ليكون خليفة، وأنه - أي القمني - مجتهد كما اجتهد عثمان.
من نصدق يا ترى: كلام الله العزيز الحكيم أم كلام ملحد القرن العشرين الذي أسعفته ا لتجليَّات الشيطانية حين زعم أن مع الله آلهة متعددة ذكورًا وإناثًا؟! سبحان الله وتعالى عما يشركون؛ فالصحابة الكرام أهل السبق الأول وأهل الفضل الأول بعد فضل الله جل شأنه حين مهدوا للبدو الرحل من العرب الطريق فملكوا المشارق والمغارب، أما أصحاب الفكر العلماني الدخيل فماذا قدَّموا للعرب إلا النكبات المتتالية؟! إن المستعمرَ الدَّخيلَ لم يستعمر أرض العرب إلا بعمالة أمثالهم؛ فهم عَوْنٌ لكلِّ مستعمر دخيل لبلاد المسلمين.
ثم لا يستحون أن ينتقصوا أكرمَ الخلق على الله بعد الأنبياء والرُّسل؛ قال الله عز وجل: وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ