فهرس الكتاب
الصفحة 29 من 105

خلف - ذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، إنا قد بعثنا إليك لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك؛ لقد شتمت الآباء، وعبت الدين، وشتمت الآلهة وسفَّهْتَ الأحلام، وفرَّقْت الجماعة، فما بقي أمر قبيح إلا قد جئت به بيننا وبينك، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثر مالا، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسوِّدك علينا، وإن كنت تريد مُلكًا ملَّكْناك علينا ... إلى آخر ما قالوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بي ما تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل علي كتابًا وأمرني أن أكون لكم بشيرًا ونذيرًا فبلَّغتكم رسالة ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظُّكم في الدنيا والآخرة، وإن تردُّوه عليَّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم» . ا. هـ.

باختصار من سيرة ابن هشام

ثالثًا: يتضح من هذه العروض المتكررة بالمال والسيادة والشرف والملك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان يهدف للمنصب وتأسيس دولة لقبل؛ حيث قد حصل له المطلوب، ولا حاجة بعد ذلك إلى

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام