إن تلك الخواطر الشَّاذة وفكر التبعية المستورد من مدارس التغريب الغربي والشرقي، وأفكار الشعوبية المنحلة الوافدة على بلاد المسلمين بواسطة الابتعاث - لم يستطع أن يصرح بها أساتذة العلمانيين من أحبار اليهود وقساوسة النصارى، حتى خدمهم في التصريح بها على نطاق واسع تلامذتهم وأذنابهم وعملاؤهم من العرب المهتدين بهديهم والسائرين في فلكهم وحسب مخططهم؛
لذا فإني أقدم هذا الكتيب إلى أهل العلم والفكر والأدب؛ أهل الغيرة من علماء العالم الإسلامي؛ ليهبوا للدفاع عن دينهم والتصدي لتيارات الغزو الفكري الإلحادي الماكر ومخططاته، الهادفة إلى تشتيت وحدة المسلمين، وتشكيكهم في عقيدتهم، وصرفهم عن دينهم، وسلخ هويتهم الإسلامية، وتمزيق وحدتهم؛ فقد عظمت بهم البلية، وعَمَّت بهم الفتنة، وبلغ السيل الزُّبى.
وإني أهيب بأهل العلم من المسلمين أن يدافعوا عن دين الإسلام؛ فالإسلام ليس دينًا إقليميًا لا يدافع عنه المسلم إلا في بلده؛ بل هو دين عالمي يجب الدعوة إليه والدفاع عنه في كل أرض، وتحت كل سماء، كما هو الحال؛ فهذا نائب رئيس مجلس وزراء المملكة العربية السعودية وولي عهده الأمين طاف المشارق والمغارب