فهرس الكتاب
الصفحة 11 من 105

الفكر والاجتهاد؛ ليعملوا على تفتيت المسلمين وتشكيكهم في دينهم وتنفيرهم من عقيدتهم، وقد حصر الله العداوة الكاملة للمسلمين في هذا النوع من المنافقين الذين {قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} وقال عز وجل: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون: 4] .

وقد انتشر خطر المنافقين من العلمانيين العرب في طول الوطن الإسلامي وعرضه، حتى عمت بهم البلوى وعظمت بهم الفتنة، يبثون سمومهم ويعلنون خفايا مروقهم، ويجاهرون بردتهم، ويدعون الناس إلى كفرهم وإلحادهم، وصدق النبي المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم حين سأله حذيفة بقوله: كنا في جاهلية وشر فأتانا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم وفيه دخن» . قال: وما دخنه؟ قال: «قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر» . قال: وهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها» . قال: صفهم لنا يا رسول الله. قال: «من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا .. » . الحديث في الصحيحين وغيرهما.

أقول: هل بعد هذا البيان الشافي الشامل من كتاب

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام