الصفحة 12 من 141

ورثاه الشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة بأبيات ذكر منها ابن إياس في «بدائع الزهور» (1) :

شيخٌ إلى سُبُلِ الرَّشادِ مسلك ... وسبيلُهُ في العِلمِ ما لا يُجهَلُ

شيخٌ تبحَّرَ في العُلُوم فمَن رأى ... بَحْراً يَسُوغُ لِوَارِدِيهِ المَنهَلُ

شيخٌ عليهِ مِنَ المَهابَةِ رَونَقٌ ... كالبَدرِ لكِنْ وجهُهُ مُتَهَلِّلُ

شيخٌ تَقَدَّمَ في العُلُومِ كأنَّهُ ... إن عُدَّ أربابُ الفضائلِ أوَّلُ

شيخٌ بِحُسْنِ بيانِهِ وشُرُوطِهِ ... ما بابُ بالمفتاحِ (2) بابٌ مُقفَلُ

ما قِيلَ هذا كامِلٌ في ذاتِهِ ... إلا وقُلتَ الشَّيخُ عندي أكمَلُ

(1) ابن أبي حجلة: هو أحمد بن يحيى التلمساني الحنفي، ترجمه الحافظ ابن حجر في «الدرر الكامنة» 1: 329 ــ 331، وفي «إنباء الغمر» 1: 27، وأرَّخ وفاته فيهما سنة 776. وهنا إشكال لأنه رثى البابرتي، والبابرتي توفي سنة 786! فإما أن تاريخ الوفاة خطأ، أو أن الأبيات ليست له، أو أنه قال هذه الأبيات في مدح البابرتي لا في رثائه.

(2) إشارة إلى «تلخيص المفتاح» للقزويني في البلاغة، وللبابرتي شرح عليه، ولو قال: «ما عادَ بالمفتاح بابٌ مُقفَلُ» لكان أجود.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام