الصفحة 11 من 141

وله أيضاً: «النكت الظريفة في ترجيح مذهب أبي حنيفة» (1) .

وكتابه «شرح الوصية» هذا ثابت النسبة إليه، نسبه إليه غيرُ واحدٍ من مُترجِميه، وكذا نسبه إليه الزَّبيدي في «إتحاف السادة المتقين» (2) ، وذكر اللكنوي في «الفوائد البهية» أنه طالَعَه، بل نقل محقِّقُ «إنباء الغمر» لابن حجر (3) عن هامش نسخة دار الكتب المصرية من «إنباء الغمر» قولَ ناسخها إن «شرح الوصية» عنده بخطِّ البابرتي نفسه, وقد ذكرَ البابرتيُّ في هذا الشرح كتابَه «شرح المنار» في الأصول.

توفي البابرتي بمصر ليلة الجمعة تاسع عشر رمضان سنة 786، وقد جاوز السبعين، وحضر جِنازَتَه السلطان ــ وكان قد عاده في مرضه ــ، وهمَّ بحمل نعشِه غيرَ مرَّةٍ، فتحمَّله أكابر الأمراء عنه، وصلَّى عليه عزُّ الدين الرازي، ودفن بالخانقاه المذكورة سابقاً، رحمه الله تعالى ورضي عنه وأرضاه.

(1) ذكره صاحب «كشف الظنون» ، وقد ردَّ عليه في رسالته هذه مُعاصِرُه شارحُ «الطحاوية» ابنُ أبي العزِّ المتوفى سنة 793 في رسالة سمَّاها «الاتباع» ، وقد طُبِعت في لاهور سنة 1401، ثم في عمَّان سنة 1405، وفيها مناقشات، وفي تحقيقها مؤاخذات منها ــ على سبيل المثال ــ قوله في حاشية ص53: «ما عرفنا «المحيط» ولا صاحبه» مع أن «الفوائد البهية» من مراجعه، وقوله في حاشية ص55: «مذهب أهل السنة ... ، وذهب أبو حنيفة وكثير من أصحابه ... » ، وترجمته للإمام الحسن بن زياد في حاشية ص78 بخمس كلمات فقط هي: «اللؤلؤي الكوفي كذَّبه غيرُ واحد توفي سنة 402 (صوابه204) » وكأنه لم يجد في ترجمته غير تكذيبه، وانظر سيرته العطرة في «الإمتاع» للكوثري.

(3) 2: 180، ولا نعلم عن هذه النسخة غير ما ذكرنا، فلعل غيرنا يطلع عليها فيفيدنا به.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام