قال تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ - قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الزمر: 43 - 44] الآية [الزمر / 44 ,43] .
وقال تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 86] [الزخرف / 86] .
وأصح الأقوال في هذه الآية: أنَّ الاستثناء يرجع إلى المشفوع فيهم، وأن الشفاعة لا تكون إلاَّ لمن كان من أهل التوحيد، ومن معه أصل الإيمان المنافي للشرك [1] ودعاء غير الله، ويُستدل على هذا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال:" «قلت: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلاَّ الله خالصًا من قلبه» ) [2] فدعاء الله وحده وإسلام الوجه [3] له، هو السبب الأعظم في نيل الشفاعة وحصولها، ولو كان المشفوع فيه متلوِّثًا بالذنوب والخطايا، فإنَّ حسنة التوحيد لا يقاومها ما دون الشرك من السيِّئات، وسيِّئة [4] الشرك لا يبقى [معها] [5] شيء من الحسنات."
وأمَّا قوله: (وهل هذا الحديث إلاَّ يفيد أنه صلى الله عليه وسلم قد أعطي الشفاعة [6]
(1) في (ق) :"للشركاء".
(2) تقدم تخريجه، انظر: ص (325) ، هامش 5.
(3) في (ق) :"الوجوه".
(4) في (المطبوعة) :"ونجس".
(5) ما بين المعقوفتين من (م) و (ح) ، وفي (الأصل) ، و (ق) و (المطبوعة) :"معه".
(6) في (م) و (ق) زيادة:"فإن كان مراد هذا المعترض أنه قد أعطى الشفاعة".