اشفع لي إلى ربي، ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت [1] بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
أنت الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف , وفيه الجود والكرم
أنت الحبيب الذي ترجى شفاعته ... عند الصراط إذا مازلت القدم
أنت البشير النذير المستضاء به ... وشافع الخلق إذ يغشاهم الندم
تخصهم [2] بنعيم لا نفاد له ... والحور في جنة المأوى لهم خدم
تُعطى الوسيلة يوم العرض مغتبطًا ... عند المهيمن لما تحشر الأمم
والحوض قد خصك الله الكريم به ... يومًا عليه جميع الخلق تزدحم
تَسقى لمن شئت , يا خير الأنام , وكم ... قومًا لعِظَمِ الشقا والبعد قد حرموا
صلى عليك إله العرش ما طلعت ... شمس النهار , فغشت حندس الظلم
قال العتبي رحمه الله: ثم [انصرف الأعرابي] [3] فغلبني النوم [4] . فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عتبي أدرك الأعرابي، وبشِّره أن الله قد غفر له [5] .
ثم ذكر المعترض: (أنَّ موفق الدين بن قدامة، وابن أبي عمر، وصاحب"المستوعب"وغيرهم من الأصحاب ذكروا ذلك، ونقلوا هذه القصة راضين بها، وهي مما استفاض عند الأمة، حتى لا تحتاج لسند،
(1) في (ق) :"دفن".
(2) في (ح) :"تخصم".
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من (المطبوعة) .
(4) في (المطبوعة) :"فغلبتني عيني".
(5) سيأتي كلام المصنف رحمه الله عن هذه القصة، وهو كلام بديع.