فهرس الكتاب
الصفحة 221 من 589

قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا} [المائدة: 13] [1] الآية [المائدة / 13] .

إذا عرفت ذلك: فكلام شيخنا في غاية الوضوح والظهور، ودليله دال على هذا.

فإن قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [البقرة: 89] [البقرة / 89] نص على تكفير هذا النوع الذي ذكره الشيخ، وهو من عرف ثم تبين في السب والعداوة وتفضيل أهل الشرك, فهذا بعينه هو الذي دلت عليه الآيتان [2] .

وأما قول المعترض: (كيف هذا الذي وصف يسب دينا قد عرفه وهو عامل به) .

فيقال له: أما معرفته له مع مسبته فلا يستغرب ذلك؟ ولا يمتنع وجوده، وهو نص الآية في اليهود ونحوهم، ممن عرف ولم يلتزم، بل أصر وعاند، وقد [3] قال صلى الله عليه وسلم:" «لتتبعن سنن من كان قبلكم» " [4] فلا يستغرب ذلك ويرده على الشيخ إلا من هو [5] أجهل الناس بكتاب الله ودينه وشرعه؟ ومن أجهلهم بحال أعدائه في كل زمان ومكان، ولكن هذا الرجل خرف وزاد قوله:"وهو عامل به"ومعلوم أن العامل به لا يسبه

(1) في (ق) زيادة:"فاعف عنهم".

(2) في (ق) : (الآيات) .

(3) في (ق) :"قد".

(4) سبق تخريجه، انظر: ص (222) .

(5) في (م) زيادة:"من".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام