فهرس الكتاب
الصفحة 93 من 123

يظهر عظم جريمة من يتجرأ على شتمه أو سبه أو التنقص من قدره، ويتبين أن ما أجمع عليه أهل العلم من إهدار دم شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم وعقوبته بالقتل هو أقل ما يستحقه مرتكب هذا الفعل الشنيع، وحقٌ على أمةٍ أحبت نبيها صلى الله عليه وسلم أن تذب عنه بكل ما أوتيت، ووالله لئن لم تُجيش الجيوش لإنزال العقوبة بأمثال هؤلاء المجرمين المتجرئين على مقام سيد الخلق فلمثل ماذا تُجيش الجيوش وتسل السيوف إذاً؟!

وقوله (أمته خير الأمم) أي: أمة الإجابة؛ فأمة الرسول صلى الله عليه وسلم قسمان: أمة الدعوة وهي تشمل كل الناس منذ بعثته صلى الله عليه وسلم لأنه مرسلٌ للناس كافة كما قال تعالى: {وما أرسلناك إلا كافّةً للناس بشيراً ونذيراً} [1] ، وأمة الإجابة وتشمل كل من آمن به وصدقه واتبع شريعته وسنته، وهي المقصودة هنا، ودليل كونها خير الأمم قوله تعالى: {كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} [2] ، وهذه الخيرية للأمة حيثما التزمت سمتها القرآني: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله تعالى كما لا يخفى.

وقوله (وأصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام) أي: أن لكل نبي من الأنبياء صحب يأخذون عنه ويحفظون سنته وينشرونها بين الناس، وإن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير صحبةٍ لخير نبي، والصحابي: هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً ومات على ذلك، وهم خير القرون كما وصفهم الله تعالى: {كنتم خير أمةٍ أُخرجت للناس} [3] ؛ فإن هذا الخطاب أول ما توجه توجه إليهم، وقال صلى الله عليه وسلم:"خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" [4] .

(1) سبأ - 28

(2) آل عمران - 110

(3) آل عمران - 110

(4) صحيح البخاري - حديث 2508، وصحيح مسلم - حديث 2535

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام