ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصحَّ به النقل عنه فيما شاهدناه، أو غاب عنا، نعلم أنه حقٌ وصدق، وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه، ولم نطلع على حقيقة معناه، مثل حديث الإسراء والمعراج وكان يقظةً لا مناماً، فإن قريشاً أنكرته وأكبرته، ولم تنكر المنامات.
الشرح:
قول المصنف رحمه الله (ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم) أي: أن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم حجة في مسائل الاعتقاد والغيبيات كما هي حجة في مسائل العبادات والمعاملات، فالسنة شقيقة القرآن ومثيلته في الحجية والاعتبار.
وقوله (وصحَّ به النقل عنه) أي: أن الحجة إنما هي في السنة الصحيحة وهذا احتراز من الحديث الضعيف المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأشد درجات الضعيف الحديث الموضوع المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مردودٌ قطعاً،
وأما الحديث الضعيف فلا يُحتجُّ به في العقائد، وللعلماء شروط في العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال وهي: ألا يكون الضعف شديداً أو راجعاً إلى كذب الراوي، وأن يكون الحديث مندرجاً تحت أصلٍ شرعي صحيح، وألا يعتقد حين العمل به ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله (فيما شاهدناه، أو غاب عنا) أي: أن الإيمان بما صح به النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفتقر إلى موافقة الحس له، فما شاهدناه بحواسنا مما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أو غاب عنا كل ذلك نؤمن به ما دام النقل صحيحاً، نعم هناك زيادة اطمئنان لموافقة الحس السمع ولكن الأصل في الإيمان تصديق خبر الرسول صلى الله عليه وسلم من دون توقف.
وقوله (نعلم أنه حقٌ وصدق) أي: بمجرد ثبوت النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.