فهرس الكتاب
الصفحة 51 من 123

فيه محكَمٌ ومتشابه، {لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد} [1] ، وقال الله تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً} [2] .

الشرح:

قول المصنف رحمه الله (فيه محكَمٌ ومتشابه) : المحكم والمتشابه من مباحث علوم القرآن؛ والقرآن الكريم كله محكم بمعنى الإتقان فالقرآن كله متقنٌ لا نقص فيه، وكله متشابه بمعنى الحُسن فكله يشبه بعضه بعضاً في الحُسن والبديع. كما أن القرآن الكريم بعضه محكم بالمعنى الاصطلاحي الدال على الآيات التي لا تحتاج في فهم دلالتها ومعناها إلى غيرها من الآيات أو القرائن، والقرآن الكريم بعضه متشابه بالمعنى الاصطلاحي الدال على الآيات التي استأثر الله تعالى بعلمها أو التي تحتاج في فهمها واستنباط معناها إلى ردها إلى آيات محكمة أخرى أو إلى قرائن أخرى من السنة الصحيحة أو أصول الشرع الثابتة، وإلى هذا المعنى الخاص يشير قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكَماتٌ هنَّ أمُّ الكتاب وأُخَرُ متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتَّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عند ربنا وما يذَّكر إلا أولوا الألباب} [3] ، وقد تقدم.

وقوله (قال تعالى: {لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد} [4] : دليل على إحكام القرآن الكريم وإتقانه.

وقوله (وقال تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً} [5] : إشارة إلى كون القرآن الكريم معجزاً، وهو المعجزة الخالدة كما قال

(1) فصلت - 42

(2) الإسراء - 88

(3) آل عمران - 7

(4) فصلت - 42

(5) الإسراء - 88

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام