ومن كلام الله سبحانه القرآن العظيم، وهو كتاب الله المبين، وحبله المتين، وصراطه المستقيم، وتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين، منزَّلٌ غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود.
الشرح:
قول المصنف رحمه الله (ومن كلام الله سبحانه القرآن العظيم) أي: أن القرآن الكريم كلام الله تعالى وصفة من صفاته غير مخلوق.
وقوله (وهو كتاب الله المبين) أي: القرآن هو الكتاب الواضح الجلي الذي بيَّن الله تعالى فيه لعباده مراده منهم، وهذا كما قال تعالى: {الر تلك آيات الكتاب المبين} [1] .
وقوله (وحبله المتين) : الحبل لغةً السبب، فالقرآن الكريم هو السبب الموصل إلى مرضاة الله تعالى، وهو العهد الذي بين العباد وربهم، ولهذا أمرهم الله بالتمسك به في قوله: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرَّقوا} [2] .
وقوله (وصراطه المستقيم) أي: الطريق الذي لا عوج فيه.
وقوله (وتنزيل رب العالمين) أي: أن القرآن كلام الله تعالى أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنا نحن نزَّلنا عليك القرآن تنزيلاً} [3] .
(1) يوسف - 1
(2) آل عمران - 103
(3) الإنسان - 23