المخلوقين، وتمام الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، يقاتِل هذا في سبيل الله فيُقتل ثم يتوب الله على القاتل فيُستشهد" [1] ، وعلى المؤمن أن يصدق بهذه النصوص ولا يتكلف الخوض فيها، بل يكون له أمام هذه النصوص سؤالان: هل هذا النص ثابتٌ صحيح؟ فإذا كان صحيحاً آمن به وصدق، ثم سأل السؤال الثاني: ما هو العمل المترتب على الإيمان بهذه الصفة الواردة في النص؟ فمثال الجواب عن هذا السؤال في الحديث الذي معنا هو ألا يستعجل المؤمن الحكم على المعينين بأحكام الآخرة لأنه لا يدري بماذا يختم له، ومثاله في حديث النزول العمل بمقتضى صفة النزول في الثلث الآخر من الليل هو الاجتهاد في التعرض لعطاء الله تعالى ومغفرته التي يبسطها لعباده المؤمنين.
قال الإمام البغوي رحمه الله:"فهذه ونظائرها صفاتٌ لله تعالى ورد بها السمع يجب الإيمان بها، وإمرارها على ظاهرها معرضاً فيها عن التأويل، مجتنباً عن التشبيه، معتقداً أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق، كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق، قال الله سبحانه وتعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [2] ."
(1) صحيح البخاري - 2671
(2) الشورى - 11