فهرس الكتاب
الصفحة 39 من 123

ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم:"ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا" [1] ، وقوله صلى الله عليه وسلم:"يضحك الله إلى رجلين قتلَ أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة" [2] ، فهذا وما أشبهه مما صح سنده وعُدلت رواته، نؤمن به ولا نرده ولا نجحده ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره، ولا نشبهه بصفات المخلوقين، ولا بسِمَات المحدَثين، ونعلم أن الله سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا نظير؛ {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [3]

الشرح:

قول المصنف رحمه الله (ومن السنة) أي: ومن نصوص السنة الصحيحة وهي المصدر الثاني من مصادر أصول الدين،

وقوله (قول النبي صلى الله عليه وسلم:"ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا" [4] : هذا الحديث المتفق عليه يُعرف عند أهل العلم بحديث النزول، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول:"من يدعوني فأستجب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" [5] ، والشاهد منه إثبات صفة النزول، وهو نزولٌ حقيقي يليق بجلال الله تعالى وكماله، لا نقص فيه ولا مشابهة للمخلوقين تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وتأمل ما يترتب على الإيمان بهذه الصفة الإلهية من الخير العظيم الذي يعود على العبد المؤمن، وتأمل مدى الحرمان الذي يُحرمه من جحد هذه الصفة وألحد فيها."

و (قوله صلى الله عليه وسلم:"يضحك الله إلى رجلين قتلَ أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة" [6] : هذا الحديث متفقٌ عليه، وموضع الشاهد فيه إثبات صفة الضحك لله سبحانه وتعالى، صفة كمال وعلو منزهة عن مشابهة

(1) صحيح البخاري - حديث 1094، ومسلم - حديث 758

(2) صحيح البخاري - حديث 2671، ومسلم - حديث 1890

(3) الشورى - 11

(4) صحيح البخاري - حديث 1094، ومسلم - حديث 758

(5) صحيح البخاري - حديث 1094، ومسلم - حديث 758

(6) صحيح البخاري - حديث 2671، ومسلم - حديث 1890

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام