وجئنا بك على هؤلاء شهيداً [1] قال لي: كفّ أو أمسك، فرأيت عينيه تذرفان" [2] ، وهو من علماء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين."
قوله (اتَّبِعوا) : اتبعه إذا سار على أثره واقتدى به،
وقوله (ولا تبتدعوا) أي: لا تخترعوا طريقةً في العبادة غير الطريق المستقيم الذي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار عليه الصحابة رضوان الله عليهم،
وقوله (فقد كُفيتم) أي: قد قام من قبلكم بالأمر على الوجه التام الصحيح، والمقصود عصر الصحابة رضوان الله عليهم، فقد حفظوا السنة وعملوا بها ونقلوا كل ما ورد عن الوحي قرآناً وسنة، فالأحرى بمن جاء بعدهم أن يلتزم سيرتهم ويعمل بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم التي حفظوها.
قال المصنف رحمه الله:
وقال عمر بن عبد العزيز كلاماً معناه:"قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علمٍ وقفوا، وببصرٍ نافذٍ كفُّوا، ولَهُم على كشفها كانوا أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى، فلئن قلتم: حدث بعدهم، فما أحدثه إلا من خالف هديهم ورغب عن سنتهم، ولقد وصفوا منه ما يشفي، وتكلموا منه بما يكفي، فما فوقهم محسِّر، وما دونهم مقصِّر. لقد قصَّر عنهم قومٌ فجَفَوا، وتجاوزهم آخرون فغَلَوا، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدىً مستقيم".
الشرح:
(1) النساء - 41
(2) صحيح البخاري - 4768