قول المصنف رحمه الله (الإمام أحمد بن حنبل) : هو إمام أهل السنة الفقيه المحدِّث، صاحب المسند الذي جمع فيه نحواً من ثلاثين ألف حديث، إليه يُنسب المذهب الحنبلي في الفقه، كان شديداً على أهل البدع رحمه الله تعالى ورضي الله عنه، قال ابنه عبد الله بن أحمد بن حنبل: لما حضرت أبي الوفاة جلست عنده وبيدي الخرقة لأشد بها لحييه، فجعل يغرق ثم يفيق ثم يفتح عينيه، ويقرأ بيده هكذا: لا بعد! لا بعد! ففعل هذا مرة وثانية، فلما كان في الثالثة قلت له: يا أبتِ! أي شيء هذا قد لهجت به في هذا الوقت تغرق حتى نقول قد قضيت ثم تعود فتقول لا بعد؟ فقال لي: يا بني، ما تدري؟ قلت: لا، قال: إبليس لعنه الله قائمٌ حذائي عاضٌّ على أنامله يقول: يا أحمد، فتني! فأقول له: لا بعد، حتى أموت.
وحديث ("إن الله ينزل إلى السماء الدنيا") : هو المعروف بحديث النزول، وهو حديث صحيح، والشاهد منه صفة النزول وهي من الصفات الفعلية فعلاً يليق بجلال الله وكماله لا نتوهم فيها نقصاً ولا مشابهة للمخلوقين،
(وقوله صلى الله عليه وسلم:"إن الله يُرى يوم القيامة") أي: يراه المؤمنون كما في قوله تعالى: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرة. إلى ربها ناظرة} [1] ،
وقول المصنف (وما أشبه هذه الأحاديث) أي: التي ورد فيها من صفات الله عز وجل ما قد يستشكله البعض،
وقوله (نؤمن بها) أي: نصدق بها وننقاد لها،
وقوله (ولا نرد منها شيئاً) أي: لا يحملنا استشكال شيء منها على التكذيب بها، فإن ما صح به الخبر وجب قبوله والإيمان به والعمل بمقتضاه، ولا نخوض في كيفيته وكنهه، بل نثبت اللفظ والمعنى ونكل الكيفية إلى الله تعالى.
وقوله (ونعلم أن ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم حق) أي: نؤمن بذلك إيماناً قاطعاً ويقيناً راسخاً لا يساوره شك ولا تطرأ عليه ريبة.
(1) القيامة - 22 - 23