فهرس الكتاب
الصفحة 12 من 123

قوله (والتأويل) أي: صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر دون قرينة سائغة. ومثاله في باب الصفات تأويل صفة الرضا والمحبة بأنها ثواب الله تعالى، وهذا تأويلٌ باطل لا تحتمله اللغة، ولا تدل عليه قرينة، فصفات الله تعالى قديمةٌ غيرُ مخلوقة، وثواب الله تعالى مخلوق، وظاهرٌ ما في هذا التأويل من الفساد.

وقوله (والتشبيه) أي: التمثيل - وهما بمعنى - والمراد إثبات الشبه بين صفات الله تعالى وصفات المخلوقين، وقد نفى الله تعالى عن نفسه الشبيه والمثيل فقال: {ليس كمثله شيء} [1] مع إثباته الصفات لنفسه العليَّة {وهو السميع البصير} [2] فدل أنه سميعٌ بسمعٍ لا كسمع المخلوقين، بصيرٌ ببصر لا كبصر المخلوقين، وهكذا في سائر الصفات نثبتها دون تشبيه، وننزه الله تعالى عن النقص فيها دون نفيٍ لها ولا تعطيل.

قوله (والتمثيل) أي: أن يُضرب المثل لله تعالى، وهو حرام منهي عنه بنص القرآن، قال تعالى: {فلا تضربوا لله الأمثال} [3] ، قال الإمام البغوي:"يعني الأشباه، فتُشبِّهونه بخلقه، وتجعلون له شريكاً، فإنه واحدٌ لا مثل له".

وقوله (اتباعاً لطريق الراسخين في العلم) أي: نؤمن بهذه الصفات حال كوننا مقتفين أثر من سلف من القرون المفضلة من الصحابة فمن بعدهم، ممن ثبتت أقدامهم على طريق الحق، وورثوا علم النبوة، فآمنوا بهذه الصفات وصدَّقوا بها وانقادوا لها دون أن يتعرضوا لها بشيء من أنواع الرد والإلحاد.

وقوله (الذين أثنى الله عليهم) أي: مدحهم الله تعالى،

وقوله (في كتابه المبين بقوله سبحانه وتعالى: {والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عند ربنا} [4] : الواو في الآية للاستئناف،

(1) الشورى - 11

(2) الشورى - 11

(3) النحل - 74

(4) آل عمران - 7

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام