وقول المصنف رحمه الله (وكل من شهد له النبي صلى الله عليه سلم بالجنة) أي: وهذا يشمل الأفراد المعينين كما يشمل الجماعة التي شهد لها بالجنة، كأهل بدر وأصحاب الشجرة التي بايعوا تحتها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقوله (شهدنا له بها) أي: لورود الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فإن طريق أهل السنة والجماعة عدم الشهادة لمعيَّنٍ بالجنة أو النار ما لم يرد النص أو الدليل بذلك، فهذه أمور توقيفية لا سبيل إلى معرفتها بغير طريق السمع الصحيح.
وقوله (كقوله صلى الله عليه وسلم:"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" [1] أي: أن الحسن والحسين رضي الله عنهما ممن نشهد لهما بالجنة لورود النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وهم من غير العشرة الواردين في الحديث السابق.
و (الحسن) : هو الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وأمه فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها، وهو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: أخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم الحسن، فصعد به على المنبر فقال:"ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين" [2] ، وقد كان حيث تنازل رضي الله عنه وأرضاه عن المُلك حقناً لدماء المسلمين ومراعاة لأمر الدين، فرضي الله عنه وأرضاه.
و (الحسين) : هو الحسين علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أخو الحسن، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، وأحد سيدي شباب أهل الجنة بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث وهو موضع الشاهد.
قال المصنف رحمه الله:
ولا نجزم لأحدٍ من أهل القبلة بجنةٍ ولا نار إلا من جزم له الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء. ولا نكفِّر أحداً من أهل القبلة بذنب، ولا نخرجه عن الإسلام بعمل.
الشرح:
(1) سنن الترمذي - حديث 3768
(2) صحيح البخاري - حديث 3430