فهرس الكتاب
الصفحة 10 من 123

وقوله (صحَّ عن المصطفى عليه السلام) : خرج به الأحاديث الضعيفة والموضوعة المنسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقيِّد السنة الصحيحة بالمتواترة لأن التواتر ليس شرطاً لقبول السنة الصحيحة والإيمان بما فيها والعمل بمقتضاها.

وقوله (من صفات الرحمن) : من بيانية؛ وصفات جمع صفة، وهي ما أخبر به الله سبحانه وتعالى عن نفسه من نعوت كماله سبحانه وتعالى.

قوله (وجب الإيمان به) أي: قد فرض الله تعالى على المكلّف أن يؤمن بما أخبر الله تعالى عن نفسه العليَّة من الصفات،

والإيمان: تصديق الخبر، والانقياد للشرع؛ وفي باب الصفات معناه أن نصدِّق بما أخبر به الوحي من صفات الله تعالى وننقاد لما يترتب على هذا الاعتقاد من أثر،

قوله (وتلقيه بالتسليم والقبول) : التسليم هو الانقياد وضده الإعراض، وهذا تصديقٌ لقوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكِّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويُسلِّموا تسليماً} [1] ،

والقبول: الأخذ مع الرضا، وضده الرد، وهذا تصديق قوله تعالى: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخِيَرة من أمرهم} [2] .

قوله (وترك التعرض له) أي: التعرض لما ورد في النص الصحيح الثابت في القرآن أو السنة من صفات الله عز وجل بشيء غير التسليم والقبول، وضرب لذلك أمثلةً فقال:

(بالرد) أي: التكذيب والجحود والإنكار،

ومثاله تكذيب اليهود لعنهم الله بما أثبته الله تعالى لنفسه من صفة الغنى حيث قال عز وجل: {يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد} [3] ، وقد فضح الله كفرَ اليهود وتكذيبهم بهذه الصفة حيث قال: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقيرٌ ونحن أغنياء} [4] ،

(1) النساء - 65

(2) الأحزاب - 36

(3) فاطر - 15

(4) آل عمران - 181

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام