وهو القول بأن الإيمان والإسلام معناهما واحد وهما مترادفان.
-أدلتهم:
1 قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ} [الذاريات: 35 - 36] .
فلما لم يفرق في الآية ظهر أنهما لفظين لمعنى واحد.
2 ـ حديث وفد عبد قيس وفيه أنهم سألوا النبي، عن الإيمان فأجابهم بأركان الإسلام، فدل ذلك على ترادف العبارتين، وأن أحدهما يقوم مقام الآخر.
3 قوله تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات: 24] .
أي أسلمنا نفاقاً، وليس ذلك هو الإيمان والإسلام الصحيح. بل إسلام المنافق.
4 ـ أجابوا على حديث جبريل أن في الإيمان معاني زائدة على الإسلام. وهذا يَرُدُّه قولهم، كما يرده تعريف الإيمان لغة بأنه التصديق والإسلام لغة هو الاستسلام والانقياد، ففارق بين المعنى اللغوية لكل منهما.
-قول جمهور أهل السنة والجماعة أصحاب الحديث والمحققين منهم بالتفصيل حيث بين الإسلام والإيمان خصوص وعموم على نحو من هذا التفصيل:
1 إذا اجتمع الإيمان والإسلام في جملة واحدة كحديث جبريل، أو آية الذاريات، وآية {قَالَتِ الأَعْرَابُ} من الحجرات، فإن الإسلام يكون للأعمال الظاهرة والإيمان للأعمال الباطنة. حيث إذا اجتمعا افترقا.
ويدل له أيضاً حديث سعد بن أبي وقاص ¢ قال: (( أعطى رسول الله، رهطاً وأنا جلس فنزل رسول الله، رجلاً هو أعيبهم إليّ فقلت يا رسول الله ما لك عن فلان؟ فو الله أني لأراه مؤمنا. فقال أو مسلماً فأعدتها عليه فأعادها عليّ ثلاثاً. ثم قل: يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحبّ إليّ منه خشية أن يكبه الله في النار ) ). متفق عليه [1] .
2 ـ إذا افترقا أي الإيمان والإسلام اجتمعا أي ذكر أحدهما في نص فإن الآخر يدخل فيه.
(1) رواه البخاري 1/ 18، كتاب الإيمان، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة رقم 27، ومسلم 2/ 732، كتاب الزكاة، باب إعطاء من يخاف على إيمانه رقم 150.